قراءات

الدماغ البشري يتكون من ملايين من الخلايا العصبية، وتأخذ كل خلية من تلك الخلايا شكل إخطبوط يشع من مركزه آلاف المجسات كما في الشكل:

تشير الأبحاث إلى أن الدماغ ينقسم إلى قسمين: أيمن وأيسر، يتميز كلٌ منهما بأنواع من الأنشطة الذهنية المختلفة، ويتصلان مع بعضهما البعض بشبكة معقّدة من الأنسجة العصبية التي تتألف من 300 مليون ليف عصبي يُسمّى (الجسم الجاسِئ)، كما تمكّن العالمان من إثبات أنّ القسم الأيسر من الدماغ يعالج عمليات تتعلق بـ: الكلمات، الأرقام، الترتيب، اللغة، القراءة، الكتابة، العلاقات الرياضية المنطقية، التحليل، التفسير، التسلسل. بينما يعالج القسم الأيمن من الدماغ عمليات تتعلق بـ: الأصوات وإيقاعاتها، التخيل، أحلام اليقظة، الإنطباعات البصرية، الأبعاد، النماذج الفراغية،  تمييز الألوان، رسم الصورة الكبيرة عن موضوع ما، رسم الأفكار المجرّدة كالحب والإخلاص والجمال.
كما أن دماغ الإنسان يحتوي على نوعين رئيسين من الخلايا وهي الخلايا العصبية التي تشكل (10%) من عدد خلايا الدماغ، والخلايا الصمغية وتشكل (90%) منه، وتعمل الخلايا الصمغية كمادة داعمة للخلايا العصبية بتزويدها بالغذاء والأوكسجين وتخليصها من الفضلات، ويقدر العلماء عدد الخلايا العصبية في الدماغ بـ (100) بليون خلية. وتتشابك الخلايا العصبية بطريقة معقدة للغاية لتنتج العقل المهيمن على الأفعال، والمتحكم بتعديل الأنماط السلوكية التي يتولّد عنها التعلّم. 

جاءت فكرة الخرائط الذهنية التي ابتكرها (توني بوزان) عام (1971م)، لاعتقاده أن التمثيلات الرسومية المشابهة في شكلها للخلية العصبية من الأدوات الفاعلة في تقوية الذاكرة واسترجاع المعلومات، لأنها تعمل بنفس الآلية التي يعمل بها العقل البشري. وقد عرّفها بوزان بأنها: "تقنية رسومية قوية تساعد على استخدام طاقة العقل بتسخير أغلب مهاراته، كالكلمة، والصورة، والأعداد، والألوان، والمنطق، وهي أسلوب قوي يعطي الحرية المطلقة في استخدام طاقة العقل، ويمكن ان تستخدم في مختلف مجالات الحياة، وفي تحسين التعلّم والتفكير، وبأوضح طريقة وأحسن أداء بشري". 
مبادرة التعلّم استخدام الخرائط الذهنية في المدارس 
تم إجراء تجربة استخدام الخرائط الذهنية على مجموعة من طلبة الصفوف الأساسية العليا (5-10) في مديريتي رام الله وضواحي القدس، وذلك في محاولة لحل مشكلة تدني مستوى التحصيل الأكاديمي لديهم، من خلال مجموعة من المعلمين والمعلّمات الذين عبّروا عن ضيقهم وتذمرهم من هذه المشكلة في مداخلاتهم ونقاشهم أثناء اللقاءات التدريبية ضمن برنامج التأهيل التربوي (LTD)، الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسة الأمدإيست في فلسطين.

وقد تم إجراء مقابلات قبلية مع مجموعة مكونة من (34) معلّماً ومعلّمةً في مباحث اللغة العربية والعلوم والرياضيات والتكنولوجيا، تم فيها إجمال أهم الصعوبات التي يواجهها الطلبة في تعلّمهم، وإبراز أكثر المعوقات التي تعترض أداء المعلمين في تعليمهم، وتحديد الإجراءات التي يلجأون إليها عادة لتجاوز تلك الصعوبات.

تم تعريف المعلمين بفكرة الخرائط الذهنية والتدريب عليها بالتعاون مع مديري المدارس، وبعد مضي شهرين من استخدامها في التعليم والتعلّم؛ أجريت مقابلات ختامية مع المشاركين للاطلاع على الأثر الذي تركته هذه الاستراتيجية على أداء كلٍ من المعلّم والمتعلّم، وقد خلصت النتائج إلى الآتي:

1.   استخدام المعلّمين لاستراتيجية الخرائط الذهنية في تعليم الطلبة؛ يخلق بيئة مناسبة للتعلّم النشط، ويجعل التعليم متمركزاً حول المتعلّم.
2.   قيام عدد كبير من الطلبة بتصميم خرائط ذهنية من وحي أفكارهم، وتزويدها بأشكال وصور تعبيرية وألوان وأمثلة توضيحية؛ أتاح الفرصة لتنمية قدراتهم العقلية، ورفع مستوى التفكير الإبداعي لديهم.
3.   أجمع المعلّمون على أن هذه الاستراتيجية في التعليم أثرت إيجاباً على أدائهم المهني، وذلك بأنها رسمت لهم دوراً قيادياً، بارتكازها على تفعيل دور الطالب، واستخراج مكنوناته، وتنظيم معارفه، وإظهار إبداعاته في التفكير. في حين تركت أثراً بالغاً على أداء الطلبة، وذلك بأنها أثارت دافعيتهم نحو التعلّم، وأصبح باستطاعتهم المشاركة في الحصة؛ لوضوح الربط والتسلسل في أفكار الدرس، ورفع ذلك من تحصيلهم الأكاديمي، وتحسنت ثقتهم بأنفسهم، وزادت قوة شخصيتهم واستقلاليتها.
4.   عبّر جزء كبير من الطلبة عن ارتياحهم وسعادتهم للتعرّف على الخرائط الذهنية واستخدامهم لها في الدراسة، وقد أصبح الكثير منهم يستخدمونها تلقائياً عند تحضير الدروس والاستعداد للامتحانات.
======================================================
كتاب خرائط العقل للأخوين توني وباري بوزان:


=============================================================
إعداد Systematic_Review في تقييم وتحسين الأداء المهني للمعلّم 







ليست هناك تعليقات: